حقيقه الزهد
صفحة 1 من اصل 1
حقيقه الزهد
[SIZE="5"]الزهد هو أن تخلع الأشياء من القلب، فقد تكون في يدك، لكن نفسك ليست مشغولة بها، وقد لا تكون في يدك، وقلبك يتطلَّع إليها، وهذه هي الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى
فإن رجال الله لا يتحركون، ولا يشتاقون، ولا يميلون، إلا إلى ما رغَّبهم إليه الله في كتابه جلَّ في علاه، وعلموا أن الله قد حقَّر الدنيا، ومن حقارتها عنده أنه منذ خلقها لم ينظر إليها، ومن شدة حقارتها عنده أنه لم يعطها لأحبابه، ودفعها عنهم، وسخَّرها لهم، وأمرهم أن يتركوها، ولا يركنوا إليها طرفة عين ولا أقل؛ لأنها إذا حلت أوحلت، وإذا أقبلت أدبرت
فالزهد الحقيقي ،أن يزهد الإنسان فيما معه، وفيما يملكه، لكن ليس بزاهد من يدَّعي الزهد في شيء لا يملكه، فإذا ملكه ربما يتغيَّر شأنه، وربما يتبَّدل حاله، لكن الزاهد هو الذي يزهد فيما هو في يده، وفيما هو عنده، كزهد حبيب الله ومصطفاة صلوات الله وسلامه عليه :
وراودته الجبال الشمُّ من ذهب عن نفسه فأراها أيما شمم
ولو تصفحنا في سير الصالحين والعارفين،لوجدنا قصصاً لا تعد ولا تحصى لكيفية عرض الدنيا عليهم، وزهدهم فيها، ويضيق المجال عن حصر هذه النماذج والأمثلة، لأنهم يريدون أن يكونوا على قدم حبيبهم، لا يلتفتون عن الله طرفة عين ولا أقل.
وقد ذهب رجل منهم إلى سيدي سهل التسترى رضي الله عنه{ وقال له : خذ هذا الشيء لتستعين به على عبادة ربك، قال: أنا، قال: نعم، قال: انظر، فنظر الرجل؛ فوجد رمال الصحراء كلها لؤلؤاً وجواهر، وقال له: يا هذا، من يملك مثل هذا، كيف يحتاج إلى ما معك؟}
وآلاف القصص على هذه الوتيرة ، وعلى هذه الشاكلة.
وقد ذهب للإمام أبي العزائم رَضِىَ الله عنه وأرضاه كبير أغنياء الصعيد وهو محمد محمود سليمان باشا في ذلك الوقت، وكان قد سجَّل حجَّة بمائة فدان، وقال له:{ يا سيدى ، هذه لتستعين بها على الأحباب والمريدين. فقال: انظر، فوجد خلفه خزانة تفوق خزانة أعظم دولة، مملوءة بالأموال والمجوهرات والذهب، وقال: من يملك ذلك، كيف يحتاج إلى هذا؟}
شيم العارفين، وطريق الصالحين، هو طريق سيد الأولين والآخرين، عندما ذهبوا إليه، وعرضوا عليه، وقالوا: إن كنت تريد مالاً جمعنا لك من أموالنا، حتى تكون أغنانا، وإن كنت تريد جاهاً ملَّكناك علينا(1). وعرض عليه ربُّه أن تصير الجبال ذهباً له(2)، ولا ينقص ذلك من مكانته شيئاً ولكنه قال: لا، لأنه قدوة وأسوة حسنة صلوات الله وسلامه عليه .[/SIZE]
[SIZE="3"](1 )إشارة إلى الحديث المشهور عن ابن عباس والذى روته كتب عدة أَنَّ عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ، وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ – وذكر الرواى عددا من سادة قريش - اجْتَمَعُوا، أَوْ مَنِ اجْتَمَعَ مِنْهُمْ، بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ عِنْدَ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ابْعَثُوا إِلَى مُحَمَّدٍ فَكَلِّمُوهُ وَخَاصِمُوهُ حَتَّى تُعْذِرُوا فِيهِ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ : - .....حتى قالوا له: - ، فَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا جِئْتَ بِهَذَا الْحَدِيثِ تَطْلُبُ مَالا، جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالاً، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تَطْلُبُ الشُّرَفَ فِينَا سَوَّدْنَاكَ عَلَيْنَا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ مُلْكًا مَلَّكْنَاكَ عَلَيْنَا، وَإِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي يَأْتِيكَ بِمَا يَأْتِيكَ, ...) وللحديث بقية معروفة .
(2)إشارة إلى الحديث المذكور فى حلية الأولياء وكتب أخرى بروايات عـدة عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه، عن النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (لَقَدْ هَبَطَ عَلَيَّ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ، مَا هَبَطَ عَلَى نَبِيٍّ قَبْلِي، وَلا يَهْبِطُ عَلَى أَحَدٍ[/SIZE]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C5%D4%D1%C7%DE%C7%CA%20%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C1-%20%CC2&id=18&cat=4
[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_eshrakat_alesraa_V2.pdf&id=18"][SIZE="5"]منقول من كتاب {إشراقات الإسراء الجزء الثاني}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/SIZE][/URL]
https://www.youtube.com/watch?v=Ffubs1-xRXg
[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_eshrakat_alesraa_V2.jpg[/IM
فإن رجال الله لا يتحركون، ولا يشتاقون، ولا يميلون، إلا إلى ما رغَّبهم إليه الله في كتابه جلَّ في علاه، وعلموا أن الله قد حقَّر الدنيا، ومن حقارتها عنده أنه منذ خلقها لم ينظر إليها، ومن شدة حقارتها عنده أنه لم يعطها لأحبابه، ودفعها عنهم، وسخَّرها لهم، وأمرهم أن يتركوها، ولا يركنوا إليها طرفة عين ولا أقل؛ لأنها إذا حلت أوحلت، وإذا أقبلت أدبرت
فالزهد الحقيقي ،أن يزهد الإنسان فيما معه، وفيما يملكه، لكن ليس بزاهد من يدَّعي الزهد في شيء لا يملكه، فإذا ملكه ربما يتغيَّر شأنه، وربما يتبَّدل حاله، لكن الزاهد هو الذي يزهد فيما هو في يده، وفيما هو عنده، كزهد حبيب الله ومصطفاة صلوات الله وسلامه عليه :
وراودته الجبال الشمُّ من ذهب عن نفسه فأراها أيما شمم
ولو تصفحنا في سير الصالحين والعارفين،لوجدنا قصصاً لا تعد ولا تحصى لكيفية عرض الدنيا عليهم، وزهدهم فيها، ويضيق المجال عن حصر هذه النماذج والأمثلة، لأنهم يريدون أن يكونوا على قدم حبيبهم، لا يلتفتون عن الله طرفة عين ولا أقل.
وقد ذهب رجل منهم إلى سيدي سهل التسترى رضي الله عنه{ وقال له : خذ هذا الشيء لتستعين به على عبادة ربك، قال: أنا، قال: نعم، قال: انظر، فنظر الرجل؛ فوجد رمال الصحراء كلها لؤلؤاً وجواهر، وقال له: يا هذا، من يملك مثل هذا، كيف يحتاج إلى ما معك؟}
وآلاف القصص على هذه الوتيرة ، وعلى هذه الشاكلة.
وقد ذهب للإمام أبي العزائم رَضِىَ الله عنه وأرضاه كبير أغنياء الصعيد وهو محمد محمود سليمان باشا في ذلك الوقت، وكان قد سجَّل حجَّة بمائة فدان، وقال له:{ يا سيدى ، هذه لتستعين بها على الأحباب والمريدين. فقال: انظر، فوجد خلفه خزانة تفوق خزانة أعظم دولة، مملوءة بالأموال والمجوهرات والذهب، وقال: من يملك ذلك، كيف يحتاج إلى هذا؟}
شيم العارفين، وطريق الصالحين، هو طريق سيد الأولين والآخرين، عندما ذهبوا إليه، وعرضوا عليه، وقالوا: إن كنت تريد مالاً جمعنا لك من أموالنا، حتى تكون أغنانا، وإن كنت تريد جاهاً ملَّكناك علينا(1). وعرض عليه ربُّه أن تصير الجبال ذهباً له(2)، ولا ينقص ذلك من مكانته شيئاً ولكنه قال: لا، لأنه قدوة وأسوة حسنة صلوات الله وسلامه عليه .[/SIZE]
[SIZE="3"](1 )إشارة إلى الحديث المشهور عن ابن عباس والذى روته كتب عدة أَنَّ عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ، وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ – وذكر الرواى عددا من سادة قريش - اجْتَمَعُوا، أَوْ مَنِ اجْتَمَعَ مِنْهُمْ، بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ عِنْدَ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ابْعَثُوا إِلَى مُحَمَّدٍ فَكَلِّمُوهُ وَخَاصِمُوهُ حَتَّى تُعْذِرُوا فِيهِ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ : - .....حتى قالوا له: - ، فَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا جِئْتَ بِهَذَا الْحَدِيثِ تَطْلُبُ مَالا، جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالاً، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تَطْلُبُ الشُّرَفَ فِينَا سَوَّدْنَاكَ عَلَيْنَا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ مُلْكًا مَلَّكْنَاكَ عَلَيْنَا، وَإِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي يَأْتِيكَ بِمَا يَأْتِيكَ, ...) وللحديث بقية معروفة .
(2)إشارة إلى الحديث المذكور فى حلية الأولياء وكتب أخرى بروايات عـدة عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه، عن النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (لَقَدْ هَبَطَ عَلَيَّ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ، مَا هَبَطَ عَلَى نَبِيٍّ قَبْلِي، وَلا يَهْبِطُ عَلَى أَحَدٍ[/SIZE]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C5%D4%D1%C7%DE%C7%CA%20%C7%E1%C5%D3%D1%C7%C1-%20%CC2&id=18&cat=4
[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_eshrakat_alesraa_V2.pdf&id=18"][SIZE="5"]منقول من كتاب {إشراقات الإسراء الجزء الثاني}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/SIZE][/URL]
https://www.youtube.com/watch?v=Ffubs1-xRXg
[IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/Book_eshrakat_alesraa_V2.jpg[/IM
محمد جعفر-
عدد الرسائل : 57
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 22/09/2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى